السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** الأخلاق المحمدية التى فيها أسوة للمؤمنين **
قال الله تعالى :
{ وإنك لعلى خلق عظيم } من سورة القلم
وقال الله تعالى :
{ لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة } من سورة الأحزاب
وقوله تعالى :
{ وإنك لعلى خلق عظيم } شهادة من الله تعالى له صلى الله عليه وسلم
ب أنه على أكمل الأخلاق وأتمها وأرفعها وأفضلها , بحيث لا يدانى فيها
بحال من الأحوال .
وشاهدآخر فى قوله صلى الله عليه وسلم : " أدبنى ربى فأحسن تأديبى "
وفى قوله : " بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
وفى قوله تعالى : { لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله
واليوم الآخر } إعلام من الله تعالى لعباده المؤمنين بما أوجب عليهم من الإقتداء
برسوله الذى كمله خَلْقاٌ وخُلْقاٌ , وشرفه أصلاً ومحتداً , ورفعه منزلة وقدراً ,
حتى لا تأنف النفوس فى إتباعه والإقتداء به فى كل ما هو فى إستطاعتها
ا لتحلى به , والتقرب إلى ربها عز وجل بإتباعه والإقتداء به فيه .
ومن هنا كان الكمال المحمدى ضربين : ضرباً لم تشرع الأسوة فيه لعجز المرء
عن كسب مثله وذلك كشرف الأصل , وجمال الذات , وعلوّ القدر , والإصطفاء
للرسالة , وتلقى الوحي الإلهي , وضرباً مأموراً بالإقتداء به فيه , والمنافسة
فى تحصيل أكبر قدر منه , والمسابقة إليه , والجد ّ فى الطلب للظفر به , والحصول عليه .
وهو ما سنذكر جملاً صالحة منه , سائلين الله تعالى أن يرزقنا التحلى به ,
و الحياة والموت عليه , اللهم آميــــــــــــــــــن .
إن شاء الله نتكلم عن الآداب المحمدية
** الأداب المحمدية **
لقد كان صلى الله علية وسلم يتجمل بالآداب التالية ويتحلى بها وهي :
أولاً : غض الطرف فلا يتبع نظره الأشياء , وكان جلّ نظره الملاحظة
فلا يحملق إذا نظر,ونظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.
انياً :إذا مشي مع أصحابه يسوقهم أمامه فلا يتقدمهم ,ويبدأ من
لقيه بالسلام.
ثالثاً :إذا تكلم يتكلم بجوامع الكلم ,كلامه فصل ,لافضول ولا تقصير
أ ى على قدر الحاجة, فلا زيادة عليها ولا نقصان عنها .وهذا من الحكمة
وكان يقول:"من حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه "ويقول:"من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ".
ويبدأكلامه ويختمه بأشداقه من أجل أن يسمع محدثه ويفهمه لا يتكلم فى
غير حاجة ,طويل السكوت .
رابعاً :متواصل الأحزان ,دائم الفكر, ليست له راحة ,دمث الخلق ,ليس
الجافى ولا المهين ,يعظم النعمة وإن دقت ,لايذم منها شيئاً ولا يمدحه .
خامساً :لاتغضبه الدنيا وماكان لها ,فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد ,
ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له,ولا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها.
سادساً:إذا غضب أعرض وأشاح ,وإذا فرح غض طرفه ,جلّ ضحكه
ا لتبسم,ويفتر عن مثل حبّ الغمام.
سابعاً :إذا تكلم تكلم ثلاثاً ,وإذا استأذن استأذن ثلاثاً ,وذلك ليعقل عنه
ويفهم مراده من كلامه نظراً إلى ماجوب عليه من البلاغ .
ثامناً: كان يشارك أصحابه فى مباح أحاديثهم ,إذا ذكروا الدنيا ذكرها معهم ,
وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم , وإذا ذكروا طعاماً أو شراباً ذكره معهم .
تاسعاً:كان إذا جلس نصب ركبتيه واحتبي بيديه ,وإذا جلس للأكل نصب رجله
ا ليمنى وجلس على اليسرى .
عاشراً:كان لا يعيب طعاماً يقدم إليه أبداً, وإنما إذا أعجبه أكل منه ,وإن لم يعجبه
تركه, هذه الآداب مجملة , وكلها يمكن به فيها ,وهو غاية الطلب ,وبغية أولى الأرب.
وإن شـــــــــــــــاء الله مع الأخلاق والكرم المحمدي .....